____________
نائب قائد الجيش السوداني الفريق أول شمس الدين كباشي الذي إبتدر زيارة لمدينة القضارف الأربعاء الماضي ، لدى مخاطبته ضباط وجنود بالقضارف ، أصدر توجيهات وأوامر حملت رسائل واضحة ومدلولات بينة لا تفوت على فطنة مستمع جيد لها ومحلل لمدلولاتها ، فقد أمر كباشي بمنع من يحملون اللافتات السياسية من الدخول إلى معسكرات المقاومة الشعبية ، منوها إلى أن المقاومة الشعبية ليست بازارا ولا يجب إن تستغل لصالح حزب ، مؤكدا أنه اذا لم تُضبط المقاومة فستكون الخطر القادم ،
يلاحظ المتابع للحراك العام حركة إعلام مكثف نشط منذ فترة ليست بالقصيرة يعطي مؤشرا بأن الإستنفار والمقاومة عملا خالصا لحزب المؤتمر الوطني ،
في حقيقة الأمر لا أحد على المستوى الشعبي ولا على مستوى مؤسسات الدولة والجيش ينكر أن الإسلاميين كانوا سباقين إلى تلبية نداء التعبئة العامة والاستنفار ، نعم الجميع يقر بذلك ، لكنهم ليسوا الوحيدون ووفق معطيات الحرب الراهنة لو أجُريت إحصاءات دقيقة للمستنفرين في كآفة أنحاء البلاد قد لا تكون نسبة الإسلاميبن كبيرة مقارنة بأعداد الشعب السوداني الذي تدافع إلى معسكرات التدريب مجردا من الإنتماء الحزبي مدفوعا فقط بالدفاع عن عرضه وأرضه وممتلكاته ، فحرب الخامس عشر من أبريل غير كل حرب شهدتها السودان ، لم يُهب الناس فيها لولاء لحزب أو سعيا وراء سيادة او إستوزار ، ومانقرأه من حديث نائب قائد الجيش السوداني أنه ربما إراد إرسال رسالة واضحة للحركة الإسلامية وكتائب البراء بالكف عن محاولات الإستئساد بمسألة الإستنفار ، الأمر الذي ربما ينتهي إلى شقاق وطني يزيد من تأزيم المأزوم ويعمق جراح البلاد ، فليسوا الإسلاميون و كتائب البراء هم وحدهم من يضحون في معركة الكرامة فيُمجدون الشهداء من منسوبيهم وتسير بسيرتهم الركبان دون شهداء كُثر في معركة الكرامة ضحوا بأرواحهم صونا لأعراض حرائرهم ودفاعا عن ممتلكاتهم ،
ربما أراد نائب القائد العام للجيش الفريق كباشي التأكيد على قومية الإستنفار ، وأنه ليس عملا ينسب لجماعة حزبية أو قبلية إو مناطقية ،
وبحكم وجودنا فعليا في سوح الإستنفار مؤمنين بالتدريب وحمل السلاح إن إقتضي الأمر إسنادا لجيشنا الوطني وصونا لسيادتنا ، ومن واقع تجربتنا نؤيد ضرورة ضبط عملية الإستنفار وإبعادها من محاولات التسيس والإحتكار والإستثمار من أي جهة كانت ،
وسؤال هنا نضعه في بريد قائد الجيش ونائبه ، كيف ينظرون إلى الأجسام الشعبية والمسميات المتعددة الفاعلة الآن في إسناد ودعم الجيش ومنقسمة مابين صفة الولائية والقومية ، أليس الأوفق العمل على ضبط وتنظيم هذه الإجسام بحيث لا يكون دعم الجيش بابا لتناطح وتشاكس وتباغض ، فعندما وجه القائد العام للجيش نداء الإستنفار سارع ولاة الولايات إلى إصدار قرارات بتكوين لجان عليا للتعبئة والإستنفار ، هذه اللجان هي التي فتحت المعسكرات وظلت تُشرف عليها ولاتزال تُمارس مهامها على أرض الواقع وتُخرج الدفعات المتتالية من المستنفرين بالتنسيق مع قادة الإستنفار وقوات الإحتياط بالمناطق العسكرية ، لكن مع بروز إسم وجسم المقاومة الشعبية بات من الواجب الوقوف على أمر هذه الإجسام ومراجعتها بحيث يُحافظ الجيش على سند ودعم شعبي يكون مبعث راحة واطمئنان، لا مبعث قلق ومشكلات ،
تعددت رسائل الكباشي من القضارف حيث شهد تخريج دفعة من مقاتلي حركة جيش تحرير السودان يتبعون لحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ،
حضور نائب القائد العام للجيش في هذا التوقيت أعتقد أنه دلالة واضحة على أن لا تعمل الحركات المسلحة خارج إمرة الجيش ، وهو ضبط مطلوب في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من تاريخ البلاد ، وعمل الحركات تحت إمرة الجيش من شأنه إغلاق العديد من النوافذ التي يمكن أن تأتي برياح تتسبب في إعتلال جسد السودان الوهن بفعل أبنائه ، ومن شأنه أيضا أن يُحد من مخاوف الكثيرين التي صرحوا بها من تكرار تجربة مليشيا الدعم السريع المتمردة ،
لا شك في أن السودان يمر بظرف لا يحتمل مجاملة أو محاباة أو موالاة ، بل يتطلب ضبطا وحسما في العديد من النواحي ، الأمر الذي يعد خطوة نحو تصحيح شامل يؤدي إلى إمن وإستقرار وسلام .
المزيد من المشاركات
التعليقات مغلقة.