اخبار السودان اليوم

عمار العركي – خبر و تحليل – مشروع القرارالبريطاني.. «بلنا يحلو في رمضان»

_____________________

1. تعتبر بريطانيا السودان منطقة نفوذ تاريخي لها في القرن الإفريقي، عندما غزت جحافل الجيش البريطاني السودان في العام 1898م لاستعماره وفرض قبضتها العسكرية لتحقيق اطماعها ومصالحها التي تخطت الاهداف السياسية والاقتصادية لتُحدث فجوة في هوية السودان ، وهو ما ذكره الكاتب الإسكتلندي “رسل مكدوغال” في كتابه (معايشات الحرية) الذي رصد فيه السياسات الاستعمارية البريطانية في السودان.

2. قال الكاتب الإسكتلندي في كتابه إن (رئيس الوزراء البريطاني “ونستون تشرشل” في فترة الحرب العالمية الثانية عبر صراحة عن رغبته في صرف السودان عن “بيئته الإسلامية”، وصرف الشمال السوداني بشكل خاص عن أن يؤثر في بقية إفريقيا على المستوى الثقافي الديني سواء بنشر اللغة العربية أو الإسلام).

3. وأضاف ( “المحمدية”- حسب تعبير “تشرشل” في إشارة إلى الإسلام – لا تُخلف سوى العادات السيئة في العمل والتعامل) وأوضح “مكدوغال” أن “انتشار الإسلام في إفريقيا وراءه السودان، وهو على النحو الذي قد يؤدي إلى انتزاع القيم المسيحية التي رسخها المستعمر الأوروبي في بلاد القارة، فذلك قد يؤدي إلى (سقوط حضارة أوروبا الحديثة)، بحسب تعبيرات “تشرشل”.

4. في نوفمبر 2020 خرجت بالخرطوم مظاهرات كبيرة أمام مقر السفارة البريطانية، مطالبين بطرد السفير (آنذاك)، “عرفان صديق”، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “لا للتدخل في السيادة السودانية”، لن تحكمنا السفارات ، لا للتطاول على الشعوب الحرة “ نطالب برحيل السفير أو الاعتذار.

5. سبب الغضب هو “التدخل الفج” للسفير “صديق” في شأن البلاد ووصوله إلى درجة إملاء الشروط، حيث غرد حينها عبر “تويتر” مطالباً بـ”استعجال تشكيل المجلس التشريعي، وعدم إشراك (الإسلاميين) في السلطة خلال الفترة الانتقالية الحالية”.

6. رصد الكاتب الاسكتلندي، و”فجاجة” السفير البريطاني خطرت في البال بسبب “وقاحة ” المشروع البريطاني، وهو ما رشح عن مصادر في الأمم المتحدة لـ”الشرق” ان مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن سيدعو لوقف عدائيات في السودان خلال شهر رمضان ، وأعظم وزراء بريطانيا العظمى ” تشرشل” وملهم الفكر والسياسة الإستعمارية البريطانية، واضع أسس صرف السودان عن (بيئته الإسلامية) ، إلا والسودان سيكون سبباً في سقوط الحضارة الأوربية الحديثة وقبلها نزع القيم المسيحية التي رسخها الاستعمار..

7. وبعد 74 عاما ، في رمضان العام 2019م ،تظهر “القيمة المسيحية الاستعمارية المعادية للسودان” التي رسخها تشرشل، في شخص سفير بريطانيا ” المسلم ” المُسخر لهدم الاسلام والسودان “عرفان صديق” حيث نشرت سفارة بريطانيا بالسودان في حسابها على منصة X – تويتر وقتها – تغريدة ذكرت فيها أن السفير البريطاني بالخرطوم – عرفان صديق- أقام مأدبة إفطار أمام منزله دعا إليها المارة ، وأضافت السفارة أن السفير صديق أمّ المصلين في صلاة المغرب.

8. فيما ذكر”عرفان” في تغريدته الخاصة بالمناسبة الرمضانية ( انا سعيد باستضافة إفطار شارع خارج مقر البعثة البريطانية والذي شارك فيه عدد من المارة، وكانت تجربة سودانية أصيلة، وقمت لأول مرة “بإمامة الصلاة” منذ توليت منصب السفير بالسودان”.

9. وفي رمضان 2024م ، بريطانيا “تدعو” مجلس الامن الي اقرار مشروع لوقف العدائيات الشهر الحرام ، وهو ذات الشهر الذي انطلقت فيه العدائيات في العام الماضي ، وهو ذات الشهر الحرام الان في “غزةا سرائيل” ، وكان في العراق يوم أعدمت امريكا صدام حسين .. الخ ، ولم يُصدر عن بريطانيا أي مشروع قرار ، او حتي “شعور بالقلق”.

10. “غوتيرياش” سارع بالتمهيد لمشروع القرار بمناشدة “للبرهان” ايقاف العدائيات ، والتي رحب بها البرهان ، “واشترط” انسحاب متمردي، الدعم السريع من من منازل المواطنين والأعيان المدنية ومن كامل ولاية الجزيرة والجنينة ونيالا وزالنجي وأي موقع احتله المتمردون بعد توقيعهم على اتفاق جدة.

11. فيما تم إرجاء مناقشة مشروع القرار البريطاني بشأن السودان في مجلس الأمن لوقت لاحق ، مما يؤكد بأن رسالة البرهان قد “وصلت وفُهمت” بأن (رمضانا سوداني غير بريطاني ، “وبلنا” يحلو في رمضان).

• خلاصة القول ومنتهاه :

• كل يوم يأتي على السودان في ظل هذه الحرب يأتي معه ما يؤكد إنها حرب وجودية ، حرب أكبر من مخطط مشروع بريطاني لهدنة رمضانية كي تلتقط المليشا انفاسها ، او كما ذهب اليه كثير من الناس ، فالمخطط أبعد وأخطر ، حتى سحق التمرد لا يعني الانتصار في الحرب بقدر ما هو فوز بمعركة .

• كل المستشرقين والباحثيين البريطانيين الغربيين ،يدركوا جيداً حقيقة “مؤلمة لهم” وهي أن رمضان هو شهر الجهاد و الإستشهاد والفتوحات والإنتصارات علي مدار التاريخ الإسلامي ، فمخطط ضرورة “هدم” السودان قديم متجدد وماضي ، متعدد الأطراف ومُتغير الادوات ، في مواجهة طرف وآداة واحدة ( قوات الشعب المسلحة و مقاومتها الشعبية) كآخر خط دفاع وجودي ، فإما الإلتفاف والوحدة والتماسك ، وإما “يأتي رمضان ولن يجد سودان”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.