اخبار السودان اليوم

أحرف حرة – آبتسام الشيخ – الإذاعة تعود.. وأبواق المليشيا لا زالت تكابر

_________

عندما أذيع أمس نبأ تحرير الإذاعة السودانية من قبضة المليشيا خلت لحظتها أنه قد تسرب إلى سمعي صوت القارئ و المؤذن الشيخ الفاضل صديق إحمد حمدون عليه رحمة الله وهو يرفع الآذان بصوته الشجي الذي إلفته آذان متابعي أم درمان الإذاعة على إمتداد سوداننا الذي نتضرع للمولى عز وجل إن يعود الأمن ليسكن أرواح أهله ويحل الإستقرار به ، فيعود من شردوا نازحين ولاجئين إلى دورهم أعزاء كرماء .

قدر الله لأمر يريده أن يخبو صوت هنا أم درمان من موقعها بالملازمين قبالة بيت الإمام الراحل الصادق المهدي لعشرة أشهر وتذيد بفعل مليشيا الدعم السريع ، قدر الله أن يحل صبية المليشيا محل أسرة حوش الإذاعة والتلفزيون العريق عراقة الإذاعة السودانية وأن يرتعون في فناءه ويتجولون في إستديوهات الإذاعة ويعبثون بأجهزتها ومحفوظاتها بل يتخذونها مواضع للإكل والشرب والنوم ، في ظاهرة هي الأعجب والأغرب والأشد مرارة ووجعا في تاريخ السودان ! ،سبحان الذي أحل موضع الأصوات المميزة المنتقاة أصوات الدوشكات وزخات الرصاص ! ،

رغم البطء والقلق الذي ساورنا جميعا إلا أن تقدير قواتنا المسلحة كان سليما عندما لم تستعجل الهجوم على صبية المليشيا داخل مباني الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون حفاظا على أرواح عزيزة إتخذتها المليشيا درعا ثم أداة مساومة ، ومن ثم للحفاظ على تراث أمة وشعب تحويه الإذاعة السودانية ، قبلة خيرة المقرئين والأدباء وأهل الفن من غناء وشعر وقصة ورواية وبرامج وأصوات أضحت جزءا من مجتمعنا السوداني لقرون خلت ، ولا تزال ، عادت الإذاعة وعاد صوت عاشق الفن الأصيل عوض بابكر عبر حقيبة الفن ، عاد صوت الراحل المقيم بروفسور عبدالله الطيب عالما مفسرا لطالما سرق الإنتباه وأسر الآذان فلا يملك المستمع أمامه إلا أن يعطل كل حواسه لصالح حاسة السمع ،

عادت الإذاعة بتقديرات سليمة وبعد صبر وثبات تبين أنه لا يتقنهما سوى الجيش الوطني السوداني ، له دائما وأبدا منا التجلة والتقدير وهو في صبره يعاني الأمرين ، صبره على قتال المليشيا المتمردة وصبره على الأصوات التي تعلو من وقت لآخر وقد ضاقت بطول أمد الحرب ترسل أصوات اللوم والإتهام بالتقصير ، فصاحب الحاجة كما يقولون أرعن ، يريد حاجته دون إدراك ووعي لتفاصيل ماحوله ،

شكرا جيشنا ونتضرع للمولى عز وجل إن يردد كل السودانين في الخرطوم ، دارفور، كردفان ، والجزيرة قريبا هنا السودان آمنا مطمئنا ، وماذلك ببعيد على عزيمة الرجال ،
عادت الإذاعة ولا زالت ابواق المليشيا من إعلاميين ومستشارين يكابرون بالأ نصر تحقق وأن الإذاعة ليست بالهدف الاستراتيجي بالنسبة لهم ، سبحان الذي يعمي القلوب حين يريد فتسدر في غيها وضلالها ، حتى يوم إمس الأول كانوا يتشدقون بأن على رأس المواقع التي يحتلونها الإذاعة ، أرادوها كرت ضغط وإراد الله أن تتطهر من أيديهم كما سيكون حال العديد من المواقع والمنازل بمشيئة الله ،
الله إكبر والعزة لجيشنا الوطني .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.