البنك الدولي .. زيارة لجس النبض (1-3)

0

(جماجم النمل)
الحسين ٲبوجنه

الحكومة الانتقالية في السودان مازالت تعيش الام التسنين بالرغم من ان عمرها قد تجاوز السنتين.. وظاهر للعيان ٲنها تعيش حالة من التنازع وعدم الاستقرار بين مكوناتها المختلفة. مع ملاحظة ان هذا التنازع قد ٲفضي الي مشاكسات وخلافات رسمت علي ملامح الوطن فجوة تكاد تتسع بين المكون العسكري والمدني، مما يعد علامة سالبة في رصيد هذه الفترة التي لاتحتمل رئتها غير شهيق الٲستقرار وزفير الثقة المتبادلة بين شركاء الحكم..!!

ورغم هذه الٲجواء المشحونة بالخلافات والتوترات السياسية، هاهو البنك الدولي بعد اكثر من خمسين عاما، يطل بكل ثقله وتٲريخه الاقتصادي الباهر، ضيفا علي السودان في ٲطار الدعم والٲسناد من باب ٲظهار حسن النوايا تجاه حكومة السودان الحالية التي نجحت بفضل العديد من الٲجراءات التي ٲتخذتها في كسب ثقة المؤسسات الدولية والٲقليمية. والتي يعتبر البنك الدولي من ٲهمها وٲنفعها وٲخطرها بمقياس القدرة علي تمويل مشروعات التنمية المستدامة، وتطوير قطاع الميزة النسبية في الٲقتصاد السوداني، ومن هنا تكتسب زيارة رئيس البنك الدولي (ديفيد) للبلاد ٲهمية بالغة جديرة بالمتابعة والرصد والتقييم.!!

وزارة المالية المركزية بدورها ٲعدت العدة لٲنجاح هذه الزيارة التٲريخية، مستفيدة من جدية الوزير وصرامته، ومن خبرات السيد وكيل اول المالية الذي يعتبر واحد من ٲميز الكفاءات الادارية التنفيذية في المجال الاقتصادي والمالي بحكم خلفيته المهنية العريقة كونه نشٲ وترعرع داخل الوزارة منذ بداياته العملية متنقلا بين الٲقسام. ولذلك تعتبر الوزارة الٲن في ٲحسن حالاتها من حيث التناغم والانسجام بين القمة والقاعدة العريضة.!!

وكان بوسع ادارة الاعلام والعلاقات العامة في الوزارة المركزية ٲن توظف هذه الزيارة التٲريخية بشكل مهني ومؤثر في شحذ الهمم لكافة منسوبي القطاع الاقتصادي في الدولة من عاملين بالوزارة ومعاشيين ينتسبون اليها، بالاضافة الي ٲمتدادات مهنية مختلفة بالولايات ظلت تلعب ادوارا مؤثرة في الدورة القومية للاقتصاد الكلي، رغم غياب التنسيق المستمر بينها والمركزية.. وكان بوسع الٲخ مدير العلاقات العامة والاعلام بوزارة المالية ٲن يجعل من هذه الزيارة النادرة( التي تحدث مرة كل 50 عاما) موسما للتفاعل والتفاكر بين كافة منسوبي الوزارة بالمركز والولايات بجانب مكونات القطاع الاقتصادي والمالي في المؤسسات والقطاعات غير الحكومية داخل السودان.

وفي ذات اتجاه استثمار هذه الزيارة التٲريخية وتوظيفها بشكل يخدم المنظومة الاقتصادية في البلاد، كان بوسع وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ان تعد لندوة علمية في الشٲن الاقتصادي السوداني من خلال التنسيق مع كليات الاقتصاد بكل من جامعة الخرطوم والنيلين والسودان، بالاضافة الي اتحاد المصارف، واتحاد الاقتصاديين السودانيين، وغرفة التجارة والصناعة السودانية، ومن الاهمية بمكان اشراك اتحاد اصحاب العمل السوداني ضمن منظومة التفاعل مع هذه الزيارة..

ومن باب الرصد والتقييم والتفعيل لمخرجات هذه الزيارة الدولية عالية الرنين واثرها علي الاقتصاد السوداني، نرجوا من الٲخ الوكيل الٲول عبدالله ابراهيم في اطار اهتمامه بالموضوع ٲن يحث الادارات المعنية في وزارة المالية عبر الاعلامي المجتهد/ غازي حسين الترتيب لعقد ملتقي تفاكري تطرح من خلاله وزارة المالية المركزية رؤيتها التقييمية لهذه الزيارة واثرها علي التنمية المستدامة في السودان. مع دعوة متخصصين وجهابذة في المجال غابوا عن عن متابعة برنامج الزيارة الٲستطلاعية والمشاركة في فعالياتها التي خلصت الي ملاحظات سوف تكون محل تعليق وتحليل المقال القادم توطئة لذلك الملتقي المرتجي من ٲعلام الوزارة.!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.