إنطلاق ندوة المسرح قبل الثورة وبعد الثورة نحو حياة مسرحية معافاة
الخرطوم : الحرية نيوز
قال البروفيسر سعد يوسف المسرحي والمحاضر بكلية الموسيقي والدراما إن تقاطعات الدولة والسلطة مع الحركة المسرحية بدات منذ نشأة المسرح في السودان مشيرا الى اول مسرحية سودانية قدمها الشيخ بابكر بدري برفاعة في عام 1903 م في احتفال المولد النبوي الشريف، حيث تم تقديم نص مسرحي، سُخّر عائده لمصلحة بناء مدرسة لتعليم البنات.
وأضاف سعد ان المسرحية اذن بها المفتش الانجليزي آنذاك وباشراف موظف هو في الاصل يعمل بالمخابرات كانت مهمته الأساسية استكشاف ما إذا كانت المسرحية معادية للحكومة،الا انه فيما بعد تواصل عمل هذا الموظف بهدف مساعدة الشيخ بدري في تأسيس المسرح المدرسي ولكن في ذات الوقت يراقب ما يقدم.
جاء ذلك ورقته الموسومة ب:” المسرح والمؤسسة” بالمحور الاول في اليوم الاول للندوة التي نظمها مركز الدكتور يوسف عيدابي لفنون المسرح التي كانت بعنوان :”المسرح قبل الثورة وبعد الثورة نحو حياة مسرحية معافاة” والتي ترأسها وعقب عليها الفنان المسرحي الاستاذ عبد الرحمن الشبلي.
وشهدت حضورا نوعيا من قبل الفنانيين والمسرحيين والنقاد بالإضافة الى عدد من أجهزة الإعلام وإحتضنها مركز أمدرمان الثقافي امس السبت.
وأشار سعد يوسف إلى ان ورقته سوف تتناول تجربة المؤسسة الرسمية في “القوانيين ولتمويل والبنيات التحتية والموسم المسرحي”.
وأكد يوسف ان المسرح نشأ خارج المؤسسة الرسمية وأبان ان حركة التعليم في السودان كان لها الدور الأبرز في نشاة المسرح مشيرا إلى تجارب الشيخ بابطر بدري ومعهد بخت الرضا لتأهيل المعلمين ومن ثم إنتشار المسرح بالمدراس كأداة معرفية وتربوية.
وأبان البروفيسر سعد يوسف ان تاريخ المؤسسة الرسمية ويعني وزارة الثقافة والاعلام الحالية مليئ بالمرارات وظلت على نحو متواصل لديها مسافة وعدم ثقة حتي في من توليهم أمر المسرح وأستعرض قيام المؤسسة الرسمية أي الوزارة وقال إنها ان المسرح سابق في تكوينه لها كونه كان أهليا قبل ان تظهر وزارة الشؤون الاجتماعية بعد الإستقلال وكانت معنية بمسألة الثقافة بجانب مهامها الأهري.
وتحدث عن التسميات والتغييرات المتواصلة التي طالت مسمي الوزارة من استعلامات وعمل في عهد عبود ث عودتها للشؤون الاجتماعية ي عهد الديمقراطية التي اعقبت ثورة أكتوبر الى وزارة الإعلام والثقافة في عهد نيري ثم الأعتراض على تقديم الإعلام على الثقافة لتسمي وزارة الثقافة والاعلام وإستمرارها بهذا المسمي الى ان جاء انقلاب يونيو المشؤوم لتتحول لوزارة الارشاد والاوقاف ثم الى وزارة الثقافة والاعلام مرة اخري ثم دمجها لتصبح الثقافة والسياحة ثم تدمج مرة اخري لتصبح الشباب والرياضة والثقافة والاعلام والسياحة ثم تعود وزارة ثقافة لحالها وهكذا مبينا ان ذلك التذبذب الاداري كان سببا رئيسيا في تدهور الحركة المسرحية من بين اسباب اخري كثيرة.
وعرج لتجربته في الهيئة القومية للثقافة والفنون واشكالات النظام الاسلامي الشمولي ونظرته للفنون وغياب حرية التعبير وسرد عدد من المواقف التي اوقفت فيها عروض لاسباب غير فنية حتي بعد اجازتها من لجنة النصوص مؤكدا ان المسرح باستمرار كان تحت رقابة السلطة مشيرا الى عدد من السياجات الادارية المختلفة التي يمر بها العرض المسرحي قبل ان يعرض على الخشبة.
حول البنية التحتية جزم يوسف بعدمها مبينا ان المسرح القومي محرد مبني وهو ليس بمسرح وهو مخالف لاي مواصفات هندسية للمسارخ في العالم وهو أحد اسباب عدم تطور الحركة المسرحية.
ثم عرج الى التمويل مشيرا الى الفرق المسرحية المختلفة منها ما كان متمردا كالسديم المسرحية وغيرها وعملها وكيف كان تمويلها من قبل المؤسسة الرسمية لتقديم عروضها.
وشدد يوسف على ان البداية الحقيقية للحركة المسرحية التي تواصلت مواسمها بلا انقطاع بدابت منذ 1967 م وتواصلت حتي بداية الثمانينيات وخلص في ورقته الى ان المسرح بدأ أهليا قبل ان تتدخل الدولة فيه بكل ثقلها مشيرا الى ان النظام البائد انشا جسما رقابيا سماه مجلس المهن الموسيقية والمسرحية وهو جسم قامع كان يتدخل سياسيا في الفنون ولم يقم باي إضافة تتصل بتطوير المسرح.
وفي ذات السياق تحدث الأستاذ عبد الله حسب الرسول (الشماسي ) مدير المسرح القومي الحالي الى الاشكالات المغلوطة في مسمي المسرح وإدارة الفنون الشعبية والاستعراضية التي تتبع لوارة الثقافة،وابان عبد الله ان المسرح لا يعني هذا المبني بقدر ما يعني فرقة الفنون المسرحية والاستعراضية والعرائس التي تتبع لهذه الادارة واشار حسب الرسول الى غياب المؤسسية والاستراتيجية في نظرة الوزرة للفعل المسرحي الرسمي عامة مبينا ان المسرح القومي الآن آيل للسقوط بسبب تسرب مائي من تحته واصبح مهددا كبيرا له مالم يتم تداركه.
واكد عبد الله حسب الرسول الإنتاج الفني عامة يحتاج لتمويل وتمويل ضخم من الدولة حتي يقوم المسرح الومي او الرسمي بدوره في البلاد لنشر الوعي والتغيير وثقافة الديمقراطية والتحول من دولة الحزب الواحد لدولة الوطن.
وأضاف عبد الله حسب الرسول ان اي كبالغ تنفق في الانتاج فهي تعود بعائدات ضخمة مالية بالطبع بالاضافة للرسالة الرسمية والخطاب الرسمي للثورة مؤكد ضرورة الإلتزام بمنهج التغيير وما نادت به الثورة لاستشراف مستقبل مسرحي جديد.
وإستعرض عبد الله (الشماسي) عدة معضلات إدارية مزمنة ظلت مصاحبة المسرح القومي منذ عهود سحيقة حتي قبل استيلاء النظام الشمولي البائد على السلطة وتكريسه للفعل المسرحي لكي يخدم إيدلوجيته بالتحكم في إدارة المسرح عبر منسوبيه الذين يعينهم في إدارته بناء على الولاء وليس الكفأة
وعرج للكادر الوظيفي للمثلين والمخرجين واصفا ما يتعاطوه من رواتب لا يكفي مواصلاتهم من المسرح الى بيوتهم وكذلك اشكالات في الترقيات وعدم التعيين وغياب التدريب وغيرها من المعيقات وختم حديثه بان ميزانية المسرح القومي الشهرية لا تتجاوز المائة الف جنيه سوداني وهي لا تكفي لانتاج عرض مسرحي واحد.
وحظيت الورقتين بنقاش ثر ومستفيض أحاط بموضوع علاقة المؤسسة الرسمية والمسرح حيث عقب على الورقتين الاستاذ المسرحي عبد الرحمن الشبلي ومداحلا نوعية من جمهور الندوة من الدراميين والمسرحيين.
في المحور الثاني للندوة في يومها الأول والذي جاء بعنوان: “المؤسسة الأكاديمية ودورها في الارتقاء بالممارسة المسرحية” والتي ترأسها الدكتور شمس الدين يونس وعقب على اوراقها فيما بعد حيث قدمت فيها ثلاثة أوراق تحدث فيها كل من الدكتور عادل حربي والأستاذ عبد الرحيم قرني والدكتور صالح عبد القادر.
أستهل المحور الدكتور عادل حربي العميد السابق لكلية الموسيقي والدراما جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا عن نشأة الكلية اولا عندما كانت تسمي بالمعهد العالي الموسيقي والدراما وتبعيته لوزارة الثقافة مشيرا الى ان جل طلبته الاوائل كانو من الناضجين من حقل التعليم او الادارات الحكومية التي لها علاقة بوزارة الثقافة.
وأبان ان القبول فيه كان وفقا لنيل الشهادة السودانية بالاضافة لسنوات الخبرة وأمتحان القدرات وقال ان التأسيس كان صعبا في ذلك الوقت كون الفن فطري واهلي ولم ينظر له في الاطر العلمية الاكاديمية الا مؤخرا مع تاسيس المعهد في مطلع السبيعينيات.
واشار الى عدة توقفات وانقطاعات حدث له بسبب التقلبات السياسية وتغيير الانظمة بالبلاد وتتبع مسيرته حتي تحول لمؤسسة اكاديمية بالكامل يتبع لوزارة التعليم العالي بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
وإستعرض حربي مراحل تطور المعهد منذ ان كان به طلابا حتي اصبحوا اساتذة فيه وهو كلية جامعية مشيرا الى رفد المعهد بالعديد من الخرجين في مجال المسرح اثرو الحركة المسرحية في السودان وقامت على اكتافهم صناعة المسرح والدراما.
وعرج للمناهج وتطورها وللتقسيمات التي بدات بقسمين هما الموسيقي والدراما الى ان تفرعت الاقسام الى تخصصات مثل الاذاعة والتلفزيون فضلا عن الاخراج والتمثيل والديكور والمكياج.
ودور التدريب والورش الخارجية والداخلية والبعثات المختلفة التي رفدت الكلية باساتذة تلقوا تعليما عليا بالخارج اسهمو في تطوير المناهج وتقديم الاضافات لها.
أعقبه الاستاذ عبد الرحيم قرني والذي تحدث مستعرضا نشاة وقيام قصر الشباب والاطفال واهدافه مشيرا الى ان هدف المعهد التقاط المواهب الذين لم يستوعبهم المعهد وايضا الفاقد التربوي.
وابان قرني ان القصر أنشئ كهدية من قبل جمهورية كوريا الشمالية إتبان المد اليساري لمايو في منتصف السبعينيات وقال انه كان مؤسسة عظيمة من حيث المعمار والتأسيس من ادوات وورش غيره
ان القصر كان يستوعب الطلاب في مجالات الموسيقي والمسرح وايضا مجالات التدبير المنزلي للبنات من مشغولات يديوية ومخبوزات
واشار الى المنهج كان تفاعلي ع الطلاب وديمقراطي حيث كان يسال الطالب عن رايه في المادة المدرسة له وقال ان المنهج كان تطبيقي يعتمد على الدخول مباشرة في صلب الموضوع عن طريق الاداء والممارسة المسرحية المستمرة بساعات اكسرسايس بالبيت.
ثم عرج لاشكالات القصر مع السلطات المختلفة ومحاولات الغول الايدلوجي فيه كمؤسسة تعليمية ذات صفة اعتبارية ليست مجال او حقل ايدلوجي
ثم عرج للمعضلات الادارية مستعرضا حال القصر اليوم وما وصل اليه من تدهور ودمار بسبب ممارسات النظام البائد من جهة وفساد المسؤولين الذين يتم تعيينهم باداراته.
ثم عرج لتجارب القصر الناجحة في رفد المشهد المسرحي بعدد كبير من الموهبين سيطروا عليه مثل صالح عبد القادر عميد قسم التربية دراما بجامعة النيلين وقدير ميرغني ومختار وكوميك ووليد الالفي وغيرهم من الشباب.
ومن جهته تجدث الدكتور صالح عبد القادر العميد السابق لقسم التربية دراما بجامعة النليين عن تأسيس وانشا القسم مشيرا الي ان فكرة بدات مع الراحل الدكتور أنور محمد عثمان بجامعة جوبا جامعة بحري حاليا ثم الخلاف مع ادارة الجامعة والتحول لجامعة النيلين وقيام القسم بمنطقة تريعة البجا جبل اولياء.
واستعرض عبد القادر المناهج وطرق التدريس مشيرا الى ان المؤهل الاساس هو التربية الفنية ومعها التمثيل والاخراج بهدف رفد سوق العمل سواء كان بمجالات التربية والتعليم او بمجالات التمثيل والاخراج ان توفر لديهم الأهلية لذلك فيما بعد
واشار الى ان القسم يعاني الان مهدد كبير يتمثل في تسرب كبير من قبل الطلاب المقبولين بسبب بعد موقع الكلية حيث تكلف المواصلات مبلغ 3 الف جنيه يوميا من والى موقع القسم،وطالبنا ادراة الجامعة بانشأ سكن جامعي حتي تحل هذه المعضلة او نقل الكلية الى موقع قريب ولكن حتي الان لم تحل هذه المشكلة.
وحظي المحور بالكثير من النقاشات من قبل الحضور وتعقيب من الدكتور شمس الدين يونس وردود من قبل مقدمي الاوراق.